تمر علينا مرور السحاب .. نادر وجودها .. المستفيدين منها هم الفائزين الناجحين .. أما من تمر عليهم دونما استفادة فهم النادمين البكائيين .. كالزمن في ذهابها دونما عودة .. الاستعداد لها سر من أسرار النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة ..
أعظم الفرص على الإطلاق
· استغلال الفرص أفضل قاعدة يمكن أن تنجح الإنسان في الحياة .. وأعظم الفرص على الإطلاق فرصة استغلال العمر .. وقيمة العمر تأتي من العمل الذي يؤدى فيه .. وقد كان – صلى الله عليه وسلم - إذا نظر إلى شاب أعجبه يسأل : هل له عمل ؟! .. فإذا قيل : لا .. كان يقول : سقط عن عيني ..
فبالعمل وحده تتحدد قيمة الناس ودرجاتهم في الدنيا والآخرة .. فالذي يعمل أكثر يحصل على إنتاج أكثر .. انظر إلى سكان الفردوس الأعلى أليسوا هم من اقتنصوا أعظم فرصة اتيحت لهم فرصة العمر .. فالصدفة لا يمكنها أن تحقق للإنسان أهدافه وأحلامه .. فالعمل العمل واقتناص أعظم فرصك أيها الإنسان تكون من الفائزين .
الفــــــرص الخمس
قال - صلى الله عليه وسلم - :- ( اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك .. وصحتك قبل هرمك .. وغناك قبل فقرك .. وفراغك قبل شغلك .. وحياتك قبل موتك ) رواه الحاكم وصححه الالبانى .
الفرصة الأولى : شبابك قبل هرمك : ها هي فرصة الشباب بين يديك بما تحملها من معاني وسمات .. ألا ترى الشباب فرصة قبل الهرم ؟! .. القوة والفتوة , الجمال والصحة .. وبعد كل هذا الضعف والوهن وذهاب الجمال .. أليست فرصتك لتنال ما ترجو وتحقق ما تحلم به قبل الهرم .. وما أدراك ما الهرم ؟!
الفرصة الثانية : صحتك قبل سقمك : والصحة نعمة من نعم ربنا , علينا التي لا يشعر الكثير منا بقدرها وقيمتها إلا بعد سلبها .. وكما قيل " الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" .. ولهذا علينا اغتنام هذه النعمة الكبيرة التي منَّ الله - عز وجل - بها علينا .. وقد حث الإسلام على استعمال هذه النعمة العظيمة والاستفادة منها قبل زوالها وقبل أن يداهمك المرض ويفاجئك .. يقول عليه الصلاة والسلام : ( بادروا بالأعمال سبعاً : هل تنتظرون إلا فقرا منسيا .. أو غنى مطغياً .. أو مرضا مفسداً .. أو هرما مفنداً .. أو موتاً مجهزاً .. أو الدجال فشر غائب ينتظر .. أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ) رواه الترمذي ..
فعلينا أن نغتنم هذه الفرصة بالقيام بالأعمال المقربة إلى الله - عز وجل - .. .وفى حياتنا كم من سليم معافى نزل به المرض فجعله قعيد فراشه يتحسر على أيام مضت لم يجعل لله - عز وجل - فيها نصيبا
الفرصة الثالثة : وفراغك قبل شغلك : كم من متفرغ من الأعباء والمسئوليات أوقاته واسعة والنعم بين يديه راتعة فلم يقدر لذلك قدرا ولم يعرف للنعمة عليه حقا .. بل أضاع أوقاته ما بين المحرمات والملذات .. منشغلاً بما لا يصلح ولا يفيد عما يصلح ويفيد .. وصدق القائل : إن الشباب والفراغ مفسدة للمرء أي مفسدة
.. وقد مر أحد السلف على قوم يتسامرون في مقهى قد علا ضحكهم وكثر لغطهم فتأوه وقال : - ( لو أن الأوقات تباع وتشترى لاشتريت من هؤلاء أوقاتهم ) .. وقالوا : إذا كان الشغل مهلكة فالفراغ مفسدة ..
الفرصة الرابعة : غناك قبل فقرك : كم من غنى موسر غزته جيوش الفقر و الفاقة قبل أن يملأ خزائن أخرته ؟! .. ها هى أموالك في جيبك ألا تستفيد منها بالإنفاق في الخير .. بعمل مشروعات تربح منها .. بإنفاقها على عيالك لتربيهم على الخير .. ببنائك كل ما ينفع وهدمك كل ما يضر .. ولتذكر أصحاب تاجنة وما حدث لهم ( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذا اقسموا ليصر منها مصبحين ) سورة القلم : 17 .
الفرصة الخامسة : وحياتك قبل موتك: كم من حي غزاه الموت قبل أن يغزوه .. اشتغل بدنياه وغرته الأمانى فلم يستفد من حياته إلا ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى .. ولم يفق إلا وهو في عسكر الموتى مرهون بعمله .. ولسان حاله يقول ( رب ارجعون لعلى اعمل صلحا فيما تركت ) سورة المؤمنون : 99/100 .. وما أكثر هؤلاء في زماننا .. أقوام هم في عداد الأحياء وهم في الحقيقة أموات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم .. وعاش قوم وهم في الناس أموات .
رسائل في القدرة على اغتنام الفرص
· إن سر النجاح في الحياة يكمن في أن يكون الإنسان مستعداً لأن يغتنم الفرصة عندما تسنح له.
· إذا هبت رياحك فاغتنمها .
· لن تختار كيف تعيش أو متى .. لكنك تختار كيف تعيش الآن في هذه
اللحظة............."جوان بايز"
· ما من يوم أفضل من اليوم
· الحياة لحظات تتتالى والنجاح يكمن في قدرتك على عيش كل لحظة فيها
· لا تقل " سأغامر غداً " لكن قل " فرصتي الآن "
· قم بالأسفار ولا تكل من المحاولة تكن من الناجحين